صيفاقس: 230 – 202 ق م


كان صيفاقس ملكا في ماسيسيليا و عاصمة مملكة "سيقا"  و كان معاصر ل"غولا" متصفا بأرذل و أقدم صفات الملوك ألا و هي الاستعانة بالأجانب.
لذلك كان يحالف "روما" عندما يكون "غولا" حليفا لقرطاج و ينقلب عليهم إذا انقلب الآخر إلى "روما".
في سنة (213 ق م) سار تحت وشاية الرومان في حملة ضد "غولا", فاستقبله هذا الأخير بجيش يقوده إبنه "ماسينيسا" الذي هزم "صيفاقس" و استولى على "سيقا" فأعاد الكرة في نفس السنة فهزم مرة ثانية.
و في كل هذه الحروب بين الإخوة الأعداء، كانت "روما" وراء "صيفاقس" بينما كانت "قرطاج" وراء "ماسينيسا".
و بعد وفاة "غولا" و سكوت "قرطاج" على ثورة المرتزقة غضب "ماسينيسا" فتحالف مع الرومان إذ ذاك تحالـــف "صيفاقس" مع "قـرطاج".
في سنة (205 ق م) و تحت كيد "قرطاج"، "صيفاقس" يعيد الهجوم على مملكة "ماسينيسا" فأشرف على القضاء عليه في معركة بناحية (قليبيا)  بتونس و شاع نبأ وفاة "ماسينيسا" غير أنه في الحقيقة نجا بأعجوبة.
و بعد التئام جروحه رجع يسعى سرا إلى جمع الجيوش و بعد ظهوره بمدة قصيرة ابتهج "النوميديون" بعودته و اجتمعوا حوله بسرعة في جيش من 6000 من المشاة و  4100 من الفرسان و لكنه انهزم كذلك بين "سيرتا" (قسنطينة) و "بونا" (عنابة) ففـر إلى "قابس" فعادت "نوميديا" كلها و "موريطانيا" إلى "صيفاقس" و في سنة ( 201ق م) إلتقى "صيفاقس" بماسينــيسا في معركة "كبرلا" كانت في الحقيقة بين روما و قرطاج و كان وقودها الأمازيغ من "نوميديا" و "موريطانيا" أدت بعد تناحر كبير إلى سجن "صيفاقس" و بعثه إلى روما حيث مات و بذلك انتهت معارك العار بين إخوة تتلاعب بهم القوى الاستعمارية الأجنبية و تلك الأيام ليست إلا سوداء في تاريخ شعب يستحق خيرا و أنظف منها.

فرحاوي العيد

Aucun commentaire: