احتفالات ينار 2959، تحت ثلاثية حزينة

الحصار الأمني، البرد القارص

رغم الاستنفار غير المبرر لكل قوى الأمن التي حولت أماكن الاحتفالات إلى ما يشبه مناطق الحرب و ذلك بالحضور المكثف و المستفز في بعض الأحيان و هذا ما حدث في "هيكرشت" أين نضمت الحركة الثقافية الأمازيغية احتفالها هذه السنة.
فخلال الندوة التي نشطها كل من السادة: محمد مرداسي(باتنة)، محمد الصالح أونيسي(خنشلة)، فرحاوي العيد(أم البواقي) تمت زيارة المكان دوريا من طرف مصالح الاستعلامات، الشرطة، الدرك و حتى بعض قدماء الدفاع الذاتي، هذا بغض النظر عن بعض المواطنين "العاملين عليها".
• المهم أن الندوة استهلت بكلمة ترحيبية من طرف السيد فرحاوي العيد، رئيس الجمعية الذي ذكر بالمطالب الأساسية للشعب الأمازيغي و خاصة منها المطالب الثقافية و اللغوية و في حديثه أكد أن اللغة هي مؤسسة اجتماعية تتعرض كغيرها من المؤسسات للقصور، المرض، الوهن و حتى الموت كما أنها قابلة للشفاء إذا ما قامت الأطراف المعنية بالإصلاح اللغوي(الدولة، الشعب و النخب) بواجباتها نحوها.
و هي :
- خلق الدولة لمؤسسات إصلاح اللغة.
- استنفار المثقفين الحقيقيين للدفاع عنها.
- تعبئة المجتمع لرفض التعريب الذاتي(العائلي) و المدرسي.
كما أشار إلى وجوب التفريق بين تعليم اللغة العربية التي هي ضرورة يفرضها الدين الغالب في المجتمع الأمازيغي الذي هو الاسلام و التعريب الذي هو تزييف للتاريخ و الانتماء و تهميش للغة الأمازيغية.
و في الأخير أشار إلى أنه يعني باللغة الأمازيغية كل المتغيرات المحلية بما فيها العربية الجزائرية التي هي مجرد متغيرة أمازيغية بنسبة كبيرة من الألفاظ العربية و التي جاءت من الذكاء الاجتماعي للشعب الأمازيغي الذي استعمل الألفاظ العربية لإنقاذ روح لغته الأمازيغية و الحفاظ على وحدته اللغوية التي عجزت النخب المستلبة على تحقيقها.

• ثم أحيلت الكلمة للسيد الباحث محمد مرداسي الذي قام باثبات انتماء العربية- الشمال إفريقية إلى مجموع المتغيرات الأمازيغية من ناحية: المنظومات الصوتية، النحوية و اللفضية و أعطى أمثلة كثيرة كهمزة القطع و التقاء الساكنين، الإظافة ، النفي، الاشتقاق الفعلي، صيغ الفعل كالمبني للمجهول المتماثلة في الأمازيغية و العربية الشمال-إفريقية، هذا بغض النظر عن الكم الهائل من الألفاظ الأمازيغية المستعملة في العربية الشمال-إفريقية.
خلاصة محاضرة السيد محمد مرداسي هي أن الوحدة اللغوية ثابتة في شمال إفريقيا و هي بكل تجلياتها متناقضة مع الاختيارات الرسمية التي تفضل إلحاق شعبنا بهوية عربية لا تمت بأية صلة لانتمائنا الأمازيغي الحقيقي.

• ثم تفضل السيد الكاتب محمد الصالح أونيسي بتدخل لا يقل أهمية ذكر فيه بتاريخ "ينار" و بمختلف الأعياد الأمازيغية الوطنية و المحلية و التي يجب نفض الغبار عنها لتعود إلى دورها الأساسي الذي هو إحياء النخوة الوطنية الأمازيغية و ذكر بعض الأعياد التي تم تغييبها أو تقزيمها في نطاقات جغرافية محلية مثل:
هامغارث (أواخر ينار)، لحسوم ن لكسب (من 27 ينار إلى 03 فورار)، لحسون ن غيلان(من 24 مغرس إلى 02 ايبرير)، اوسان ن نيسان( شهر ايبرير)، لقرث ن حيان (أواخر مارس)، عنصلا(شهر يونيا)، آوسو(40 يوم الأخيرة من فصل انبذو)، ثم ذكر بمرارة كيف أن نخبا أمازيغية كثيرة تنفق أموالها بل و كل أعمارها في الكتابة و االنشر و الدفاع عن الثقافات الأجنبية مهملة بكل غباوة تراث أجداها و تاريخها الذي يتميز بالغنى الشديد حتى أضحى الطفيليون ينسبون عناصر تراثية مهمة من ثقافتنا إلى ثقافات أجنبية عربية ، إغريقية، رومانية...الخ.
• و في الأخير دعي الجميع لعشاء أمازيغي خالص في مطعم "بستوح" أين تذوق الجميع أطباقا أمازيغية خالصة منها الشربة الأمازيغية " ن يزلفن" + أبركوكس "العيش" بالخضر الجافة و الدجاج. و تفرق الجميع على أمل استقبال سنة أمازيغية أحسن من سابقاتها.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

سالمناسبث نينار أكمينيغ أسقاس ذا مقاز وكل ّأسقاس ودزاير سيمازيغننس ألهان